Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Education et Formation

علوم التربية وديداكتيك المواد ومصوغات قانونيةومدكرات وزارية ..الخ

التواصل و الديداكتيك

مقدم: يعتبر فعل التعليم والتعلم فعلا تواصليا من الدرجة الأولى على اعتبار أنهما ينبنيان أساسا على تبليغ وتبادل المعارف والخبرات والمعلومات، كما أنهما يعتمدان من جهة أخرى على التفاعلات الوجدانية بين الأطراف المتواصلة ومن هنا فإن تحليل العلاقة بين طرفي فعل التعليم والتعلم يدفعنا إلى الخوض في موضوع دراسة دينامية التواصل البيداغوجي والديداكتيكي وتحديد متغيراته وإماطة اللثام عن سيرورة العلاقة التواصلية وذلك ضمانا لفعل بيداغوجي ديداكتيكي فعال ومن ثم إلى فعل تواصلي ناجح.
أولا/ التواصل و الديداكتيك:تعريف وظائف ونماذج
1- تعريف التواصل الديداكتيكي:
1-1: التواصل:
يصعب إيجاد تعريف موحد للتواصل على اعتبار اختلاف العلوم والنظريات التي حاولت مقاربة هذا الفعل كعلوم اللسانيات والسيكولوجيا والسوسيولوجيا أو حتى العلوم المسماة حقة كالفيزياء والبيولوجيا، غير أنه يبقى تعريف شارل كولي هو التعريف الذي يكاد يجمع عليه الكل، فالتواصل عنده هو" الميكانيزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور، إنه يتضمن كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان. ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم، والحركات ونبرة الصوت، والكلمات والمطبوعات والقطارات والتلغراف، وكل ما يشمله آخر ما تم من الاكتشافات في المكان والزمان."[1] ومن هذا التعريف يمكن أن نستنتج مما يلي:
التواصل هو جوهر العلاقات سواء تعلق الأمر بالعلاقات البين- فردية أو العلاقات الجماعية أو حتى الحضارية.
التواصل يتضمن ما هو لفظي وما هو دون ذلك سواء تعلق الأمر برموز اللغة أو بالتواصل غير اللفظي كالكتابة والنظر والمس والحركات كحركات الرأس ومظاهر التحية والسلام والزينة والثياب وغيرها.
هناك وسائل لتبليغ رموز الذهن في الزمان والمكان: فهناك الوسائل السمعية المنطوقة( قناة صوت ـ سمعية) مثل اللغات والأصوات و وسائل مرئية مثل الحركات واللباس وتعابير الوجه وتوزيع المجال وتنظيمه ووسائل شمية مثل الرائحة والعطر أو وسائل ذوقية كالطعام وغيره...
1ـ2: الديداكتيك:
مثل ما هو حال التواصل فإن الديداكتيك مفهوم صعب التعريف نظرا لتقاطعه مع ثلاثة مجالات أساسية هي الإستمولوجيا والبيداغوجيا والسيكولوجيا. فالاشتقاق اللغوي لكلمة ديداكتيكوس يدل على نوع خاص من الشعريدور موضوعه حول: “ عرض مذهب متعلق بمعارف علمية أو تقنية.“[2] أما قاموس روبير الصغير فيشير إلى أن كلمة ديداكتيك تنحدر من أصل يوناني ديداكتيكوس والتي تنحدربدورها من كلمة ديداسكاين وتعني درّس ونقصد بها اصطلاحا: " كل ما يهدف إلى التثقيف وإلى ما له علاقة بالتعليم ."[3] أما جون كلود غانيون فيعرفه بأنه:" إشكالية إجمالية دينامية تشمل التأمل والتفكير في طبيعة المادة المراد تدريسها، وكذلك في الأهداف المرغوبة بلوغها، اعتمادا على نماذج تأخذ بعين الاعتبار ما أسفرت عنه مجموعة من العلوم: علم النفس، علم الاجتماع، البيداغوجيا...هذه النماذج ترسم معالم المواقف البيداغوجية أثناء مزاولة فعل التدريس لمادة معينة، كما تعيد النظر في طبيعة الممارسة أو الفعل البيداغوجي من خلال النتائج المحصل عليها، ومن خلال هذا يكون الديداكتيك علما ذا طبيعة نظرية وتطبيقية في نفس الوقت"[4].
أما دوكورت فقد لاحظ ابتداء من سنة 1979 أن الديداكتيك وإن كان يهتم بتحسين التعليم، فهو يعتمد في ذلك على تصورات نظرية ولهذا فقد اقترح مصطلحا جديدا هو الديداكسولوجيا ويقصد بها الميتودلوجيا العامة المؤسسة على البحث التجريبي تبني أنظمة متناسقة وقابلة للفحص. ويقسمها إلى نوعين: الديداكتيك العام ويهتم بكل ما يجمع بين مختلف مواد التدريس أو التكوين، والديداكتيك الخاص أو ديداكتيك مادة ويهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين من حيث الطرائق والوسائل والأساليب الخاصة بها، يبقى أن نشير إلى أن تطور تيار البيداغوجيا التجريبية هو الذي كان وراء ظهور الديداكتيك
2- وظائف التواصل الديداكتيكي
3ـ نماذج من التواصل:
<Oوالنماذج التي سأقدمها كما طرحت على شكل نظريات للتواصل بصفة عامة، فإنها نظريات يمكن إدماجها في حقل الديداكتيكي أيضا
3 ـ1: النموذج الأول: نموذج لاسويل1948


ولأي تأثير­؟ لمن بأي وسلة؟ يقول ماذا؟ من؟وإذا طبقناه في مجال التدريس وعلى اعتبار أن المدرس هو المتحكم في العملية التعليمية فإننا سنحصل على الخطاطة التالية :
مدرس -رسالة- وسيط- تلميذ- أثر
3-2- النموذج الثاني: نموذج شانون ووينر 1949 :
ويسمى بالنموذج القبطاني وفحواه الخطاطة التالية :
مرسل -ترميز- رسالة- فك الترميز- متلق
مع وجود قناة تحمل الرسالة ووجود رد فعل من المرسل إليه إلى المرسل مع إغفال البعد العاطفي ومقومات الماضي والمستقبل والمقومات الأخرى لعناصر التواصل
3-3- النموذج النسقي وتمثل مدرسة بألو ألطو ويعتبرون أن كل سلوك هو تواصل ويتجاوزون الأطروحات السابقة من خلال استحضارهم للمتغيرات والمقومات المتدخلة في كل عنصر من عناصر التواصل الخمسة، طور هذا النموذج مع الباحث اللساني ياكبسون من خلال تركيزه على وظائف التواصل السبعة المرسل( وظيفة تعبيرية) المتلقي( وظيفة انفعالية) وبينهماالمرجع( وظيفة مرجعية)، الرسالة( وظيفة شعرية)، القناة( وظيفة إفهامية) والشفرة(وظيفة ميتالغوية)
ثانيا /متغيرات التواصل الديداكتيكي
1- مظاهر وعناصر متغيرات فعل التواصل الديداكتيكي
1-1: متغير المرسل:
عندما نريد أن نحدد عناصر ومظاهر متغير المرسل فإن ثمة 3 عناصر أساسية يمكن أن نركز عليها وهي:
أ/ الخلفية المرجعية للإرسال: وهنا يدور الحديث عن المعارف والأفكار والمعلومات والقيم والمواقف والمهارات المراد تبليغها أو إثارتها وتنميتها لدى التلميذ.
ب/ وضعيات الإرسال: والمقصود هنا هو الأثر المراد إحداثه من طرف مرسل في متلقي وقد قسمه زاجونك إلى ثلاثة أنماط من التواصل وهي:
*تواصل: عرضي يقدم المرسل أخبار دون أن يقصد ذلك
*تواصل استهلاكي: المرسل يعبر عن انفعالات عاطفية.
*تواصل أدائي: يهدف إلى إحداث أثر ورد فعل.
1-2 متغير الرسالة:
ويمكن تحديدها من خلال العناصر التالية:
أ / الشفرة:
فكل نسق من العلامات اللفظية وغير اللفظية خاضع لقواعد الشفرة كشفرات الكلمات والتراكيب وحركات الجسم والأعضاء. إذن فالمتكلم يختار ما يلائم وضعية تواصلية معينة . <O></O>
ب / الشكل:
ففي التواصل التليغرافي يكون شكل الرسالة بسيطا ومباشرا ومختزلا ولكن عندما يتعلق الأمر بتواصل ديداكتيكي فأن شكل الرسالة يكون تصريحيا إخباريا، إلا أنه يتضمن أيضا تعبيرا عن مواقف وانفعالات فيصبح المدرس والمتعلم في شكل شخصين يلعبان لعبة الورق حسب تعبير جوسيلين على اعتبار طابع تلقي الأوراق، ترتيبها، تأويل المعطيات والتزام بقواعد اللعب، وشكل الرسالة. و حسب تعبير عبد اللطيف الفاربي يتخذ مستوين من الخطاب البيداغوجي: مستوى تصريحي كدلالة مباشرة للخطاب، ومستوى تضميني كدلالة على التضمين غير المباشر للخطاب أي ما وراء الخطاب.
ج / المحتوى أو مضمون الخطاب الديداكتيكي: وهو يتخذ بعدين أساسيين فإما أنه ذو:
* بعد مؤسسي: أي ما يمثل المقررات والتوجيهات الرسمية والقانون الداخلي للتعامل بين الطرفين أي المدرس والمتعلم
* أوبعد شخصي: وهنا نستحضر أسلوب المدرس في التعامل مع المحتوى
1-3 متغير المتلقي:
وهذا يشمل الأثر الذي تحدثه الرسالة على اعتبار أن القصدية في الفعل الديداكتيكي حاضرة وكذا الإلهام التام بقواعد فك الرموز الرسالة من خلال الإشتراك في الخلفية المرجعية للرسالة، وأخير رد فعل المتلقي الذي يجب أن يتجاوب الاستهلاك السلبي إلى درجة ردود الأفعال التي قد تكون لفظية أو غير لفظية، إيجابية أو سلبية
2- نماذج من التواصل الديداكتيكي
يمكن أن نقدم نماذج عامة للتواصل الديداكتيكي انطلاقا من طريقة التدريس المتبعة وكذا التصورات المحددة إزاء المدرس والتلميذ في دورة في العملية التعليمية التعلمية وكذا نمط المنهاج الدراسي والعلاقة بين الطرفين ويمكن أن نميز عموما بين :

2-1: نموذج التواصل الديداكتيكي التقليدي
وهذا النموذج المتجاوز حاليا كان يعتمد على الطريقة التقليدية والتي تعتبر أن:“ المدرس هو المالك الوحيد للمعرفة وللفضيلة أيضا، وترى في التلميذ وعاء فارغا وشريرا بطبعه وراشدا مصغرا“[5]. وهكذا يصبح المدرس مرسلا على الدوام كان المضمون معرفيا أو وجدانيا أخلاقيا. وتتحدد العلاقة التواصلية بشكل ردعي وإذعاني بل وتصبح هذه العلاقة عبارة عن سلطة عمودية بين الطرفين تغيب فيها التغذية الراجعة، وهذا النموذج ينعدم فيه أيضا ما يسمى بالتواصل البين- تلاميذي

2-2 نموذج التواصل الديداكتيكي الفعال المرتكز على الفرد:
يحدد طلعت منصور التواصل في:"تواصل الفرد مع نفسه، والتواصل بين الفرد والآخرين وبين الجماعات فيما بينها “[6]. ومن هنا فإن هذا النموذج الديداكتكي يروم فعالية المتعلم واكتشافه الذاتي للمعلومات انطلاقا من العلاقة الثنائية ( مدرس- متعلم) حيث تصبح العلاقة متحررة مفتوحة ومتبادلة وتختفي سلطة المدرس التي تعد سلطوية مهيمنة.
2-3: نموذج التواصل الديداكتيكي الفعال المرتكز على الجماعة
هذا النموذج يختلف عن سابقه في ارتكازه على آليات العمل الجماعي، فالتواصل ينطلق من الجماعة ويعود إلى جماعة الفصل فتصبح هذه الجماعة وسيلة وهدفا في أن واحد. وفي هذه الحالة يبني الفعل الديداكتيكي على أنشطة وممارسات تدعم التفاعل والتواصل بين أعضاء جماعته الفضل ويتطور دور المدرس ليصبح منشطا للجماعة يؤمن وجود قنوات التواصل بين الجميع ويحل أي مشكل يعيق التواصل.
ثالثا/ سيرورة العلاقة التواصلية الديداكتيكية
يعتبر بياحي من أوائل من طرح العلاقة البيداغوجية من جانب تجريبي وذلك من خلال دراسة للعملية التعليمية وتوصل إلى ما يلي:
-“ ليس هناك تواصلا حقيقيا عندما يكون المدرس متمركزا حول ذاته.
-عندما يبدي المتعلم تحفزا وانتباها فإنه يساهم في التواصل.
-التواصل البيداغوجي تواصل مبني على العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين المدرس والمتعلم.
- هناك شروط تتيح تحقيق التواصل منها: الاشتراك في اللغة والمرجع، وتعزيز التواصل عن طريق الفيدباك والانتباه إلى وضعيات المتلقي"[7].
وانطلاقا من هذه النتائج سندرس: سيرورة التبليغ والتلقي خلال تواصل ديداكتيكي، التغذية الراجعة وضبط الرسالة ثم سيرورة التفاعلات داخل جماعة القسم وكذا محاولة تحليل بعض قنوات التواصل.
1 كاتب المقالة : lamret
تاريخ النشر : 27/09/2009
من موقع : مجلة مدرستي للتربية والتعليم
رابط الموقع : http://www.madrassa
ty.com

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article